من ديوان : قصائد تلتفت الى امام

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
12/11/2014 06:00 AM
GMT



بوِسعي

بوِسعي ، أن أغيّرَ مسيرَ الحياة ،

عَلَناً أبدأُ بجَني الليل ، و أجمعُ النجوم .

أقصُّ جناحَي الريح ، أمنعُها من الطيَران ،

أصطحبُها الى البيت .. كي ترويَ لي قصةَ همومِها .

بوِسعي ، بمساعدة الصراخ ،

أن أضعَ مباديءَ قواعدِ لغةِ الصمت .

باستشارة الأشواكِ و الأدغال

أن أضعَ قانوناً لكيفية اشتعال النيرانِ و إطفائها .

 بوِسعي ،

بقبضتينِ من الظلال ،

أن أجعلَ عجينةَ المعنى أكثر نعومةً ،

عندها أطبخها على وميضٍ هاديء .

 

بوِسعي ،

أن أكتبَ نوطةَ سقسةِ العصافير،

أن أحدِّدَ الدروبَ التي سلكها الدُخان

حين يصعدُ الى السماء .

أنحتَ من الضبابِ هيكلاً للحبيبة .

 

أهبُ قلبي

 أهبُ قلبي لشجرةٍ تكنسُ ظِلَّها ،

تنصحُ الريحَ

ألاّ تمتطيَ فرَسَها و تعدوَ خلفَ الليل .

عليها أن تُشاورَ السهولَ و الهِضاب ،

كي لا تتساقطَ الفراشات ،

كي لا تذهلَ الغِلالُ

و تهولُ وَجَلاً .

 

أهبُ قلبي

لمطرٍ يحكُّ رأسَ الأرض

خلالَ الفصولِ الأربعة .

يُلقِّنُ الأشجارَ دروسَ الرياضيات ،

و العُشبَ قواعدَ اللغة .

و يعرفُ أن يمشِّطَ شَعرَ السماءِ جيداً .

 

أهِبُ قلبي

لنهرٍ لا ينقلُ غضبَ النبع

و مكرَ الغيوم ،

يجمعُ الشتلاتِ المُعارِضة ،

يوزّعُ عليها الخريرَ

و يُردِّدُ لها أغنيةَ الغابة .

 

أهِبُ قلبي

لنغمةٍ لا تصدأ .

تنتشرُ في منعطفاتِ السفوحِ و الوديان ،

تُستَقبَلُ دائماً .. في السهولِ و الهِضاب .

 

أهِبُ قلبي

لأمرأةٍ لها برنامجٌ لعَصْرِ الوميض

و تعليقِ الأغاني على حبلِ الغسيل ،

تعملُ دائماً لإذابةِ نزوةِ الوَحدة .

تطبخُ التعايشَ الجسديَّ ثلاثَ وجباتٍ في اليوم ،

تعرفُ كيفَ تغسلُ الندى ،

و تغربلُ السقسقة ،

تستطيعُ ليلاً ، بصفعة الضحِك ، أن تطاردَ شبحَ الإنفصال ،

تطردُ الثرثرةَ من البيت ،

و تحسُّ بالفارقِ بين ..

النظرةِ الخشنة

و الهمسةِ المَلساء .

  

الرباعيةُ الأولى :

الموادُ الأربع

كُنْ حذِراً

لا تدَعْ تلكَ الريحَ تنحني

فتقطعُ عنّا الدَرب .

 

كُنْ حذِراً

لا تَدَعْ ذلكَ الماءَ ينام ،

 فيحلمُ أحلاماً عفِنة .
 

 كُنْ حَذِراً

لا تَدّعْ تلكَ النارَ تُشوى أكثرَ

فتتفحَّم

و يتعذَّرُ تناولُها .

 

كُنْ حَذِراً

لا تَدَعْ ذلكَ الترابَ يشتَمُّ الرائحة

فيختلُّ توازنُ الأرض .

 

كُنْ حَذِراً

لا تدعْ تلكَ القصيدةَ .. تعطس ،

فتنتشر أوبئةٌ لغوية .

 

 الرباعيةُ الثانية :

الفصولُ الأربعة

لو كنتُ أعرفُ ،

في هذا الربيع ،

أنَّ ملحمةَ الإخضرار لا تُكتب ،

لأمرتُ ... بحَلِّ المجلسِ الأعلى للأمطار .

 

لو كنتُ أعرفُ ،

في هذا الصيف ،

أنَّ مساحةَ الحرارةِ لا تُقاس ،

لأحِلتُ .. مديرَ أشعةِ الشمسِ على القضاء .

 

لو كنتُ أعرفُ ،

في هذا الخريف ،

أن دُخانَ التساقُطِ لا يغطّي الغابة ،

لأحِلتُ بُستانيَّ الذبول .. على التقاعد .

 

لو كنتُ أعرفُ ،

في هذا الشتاء ،

أنَّ مخطوطةَ الثلجِ لا تُطبَع ،

لأغلقتُ .. دارَ الغيمةِ للطباعةِ و النشر .

 

لو كنتُ أعرفُ ،

في هذا الفصل ،

أنَّ الشعرَ لا يُجهَّزُ مع حصةِ المواد التموينية ،

لوزَّعتُ سلاحَ البلاغةِ المحشوَّةِ بالكلماتِ النارية ِ على الشعراء ...

و هاجمنا وَزارَ التجارة .